قبيلة بني كتب في الإمارات | النسب والتاريخ والمكانة الاجتماعية
مقدمة عن قبيلة بني كتب في الإمارات
تعد قبيلة بني كتب في الإمارات من أبرز القبائل العربية التي جمعت بين العراقة التاريخية والتأثير الاجتماعي العميق في المجتمع الإماراتي.
عرفت القبيلة بالشجاعة والكرم، وكانت واحدة من القوى القبلية التي ساهمت في حماية الحدود والطرق التجارية القديمة في شرق وجنوب الإمارات.
ومن يتأمل مسيرة قبيلة بني كتب في الإمارات يجد أنها لم تكن مجرد مجموعة من الأسر، بل كيان متكامل شكل جزءًا من هوية الإمارات قبل الاتحاد، وترك أثرًا واضحًا في مجالات القيادة، والدفاع، والعلاقات القبلية.
أصل ونسب قبيلة بني كتب
يرتبط نسب قبيلة بني كتب في الإمارات بقبائل قحطانية عريقة تعود جذورها إلى جنوب الجزيرة العربية، تحديدًا إلى بطون الأزد الذين انتشروا في عمان وشمال الإمارات منذ قرون طويلة.
ويذكر المؤرخون أن التسمية “بني كتب” جاءت نسبة إلى الجد الأكبر “كتب” الذي كان معروفًا بالحكمة والإصلاح بين القبائل، ما جعل اسمه يُخلّد في الذاكرة الشعبية.
وتحافظ القبيلة على تسلسل نسبها عبر روايات دقيقة توارثها الأبناء عن الآباء، وهو ما جعلها من القبائل التي ما زالت تفتخر بأصلها العربي الصافي وارتباطها الوثيق بتاريخ الإمارات القديم.
مناطق انتشار قبيلة بني كتب في الإمارات
تتركز مساكن قبيلة بني كتب في الإمارات في المناطق الشرقية، خصوصًا في إمارات الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة.
كانت لهم مضارب في وادي الحلو ووادي القور، وتميزوا بمعرفتهم العميقة بجغرافية الجبال والوديان.
كما امتد وجودهم إلى مناطق الساحل الشرقي المطلة على خليج عمان، حيث مارسوا الصيد والتجارة ورعاية الإبل.
وحتى اليوم، لا تزال آثارهم ومجالسهم القبلية موجودة في تلك المناطق، شاهدة على تاريخ طويل من الصمود والتواصل الاجتماعي.
قد يهمك: سكنتها قبيلة الكتبي.. “المدام” قرية غزتها الرمال وأسطورة السحر
حياة بني كتب قبل الاتحاد
لم تكن قبيلة بني كتب في الإمارات مجرد قبيلة بدوية تقطن الجبال، بل كانت جزءًا من نسيج الحياة اليومية في الإمارات الشرقية.
مارس أبناؤها الزراعة في الوديان، وتجارة التمور والعسل، واشتهروا بعلاقاتهم القوية مع قبائل الساحل والداخل.
وفي زمن ما قبل الاتحاد، كان رجال القبيلة من المدافعين عن أراضيهم ضد الغزوات القبلية، واشتهروا بالفروسية واستخدام البنادق العربية القديمة.
أما نساء القبيلة فكن مثالًا في الصبر والإبداع، إذ شاركن في صناعة السعف والملابس التقليدية، وساهمن في بناء المجتمع من الداخل.
شيوخ وشخصيات بارزة من قبيلة بني كتب
برز من قبيلة بني كتب في الإمارات عدد من الشيوخ المعروفين بالحكمة والإصلاح، وكانوا جزءًا من مسار الإمارات نحو الاتحاد.
من بين الشخصيات التي تذكر بالفضل:
- الشيخ عبيد بن محمد الكتبي: أحد كبار وجهاء القبيلة في الفجيرة، اشتهر بقدرته على حل النزاعات.
- الشيخ علي بن سالم الكتبي: من الشخصيات التي كان لها حضور في الحياة السياسية والاجتماعية.
- الشيخ سيف بن أحمد الكتبي: رجل أعمال بارز ساهم في النهضة الاقتصادية بعد الاتحاد.
وقد ورث الجيل الجديد من أبناء قبيلة بني كتب في الإمارات هذه القيم القيادية، فأصبح منهم مسؤولون وعسكريون وأكاديميون في مختلف المجالات.
العادات والتقاليد في قبيلة بني كتب
تعرف قبيلة بني كتب في الإمارات بتمسكها بعاداتها الأصيلة التي لا تزال حاضرة حتى اليوم.
في مجالسهم تروى قصص الأجداد وتتداول الحكم، وفي مناسباتهم تقام الولائم التي تعكس كرم الضيافة العربية.
من أبرز عاداتهم:
- إكرام الضيف مهما كانت الظروف.
- الفزعة: أي مساعدة القريب والبعيد في الأزمات.
- المحافظة على النسب والشرف القبلي.
- الاهتمام بالشعر النبطي الذي يُعد مرآة لتراثهم ومفاخرهم.
كما اهتمت القبيلة بالعلم والتعليم في العصر الحديث، فكان أبناء قبيلة بني كتب في الإمارات من أوائل من التحقوا بالمدارس النظامية في الفجيرة والشرقية.
العلاقات التاريخية مع القبائل الأخرى
تميزت قبيلة بني كتب في الإمارات بعلاقات متينة مع القبائل المجاورة مثل النعيم، الشوامس، الشحوح، والمناصير.
كانت هذه العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمصاهرة، وساهمت في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة الشرقية.
وفي كثير من الأحيان، كان شيوخ بني كتب يُستدعون لحل الخلافات بين القبائل، لما عُرف عنهم من نزاهة وعدل.
وبذلك أصبحت القبيلة جزءًا من منظومة التوازن الاجتماعي في الإمارات قبل قيام الاتحاد.
دور قبيلة بني كتب في قيام الاتحاد
مع اقتراب مرحلة الاتحاد في أواخر ستينيات القرن الماضي، كانت قبيلة بني كتب في الإمارات من الداعمين الرئيسيين لفكرة الوحدة.
شارك أبناء القبيلة في الاجتماعات التشاورية، وأسهموا في تعزيز التواصل بين الإمارات الشرقية وبقية الإمارات.
كما كان لهم دور ملموس في حفظ الأمن المحلي والتعاون مع القيادة السياسية في مرحلة بناء الدولة الحديثة، وهو ما جعل القبيلة تنال مكانة تقدير واحترام من مختلف القيادات.
قبيلة بني كتب والهوية الإماراتية
اليوم، تعتبر قبيلة بني كتب في الإمارات من المكونات الأصيلة التي ساهمت في ترسيخ الهوية الوطنية.
يجسد أبناؤها قيم الولاء والانتماء والكرم في كل المجالات، سواء في العمل الحكومي أو في الدفاع عن الوطن أو في خدمة المجتمع.
وفي كل مناسبة وطنية، يُستحضر اسم القبيلة كرمز للعراقة والوفاء، إذ لم تتغير روح بني كتب عبر الزمن، بل ازدادت صلابة وثباتًا مع تطور الدولة.
أسئلة شائعة حول قبيلة بني كتب في الإمارات
نذكر لكم بعض الأسئلة والإجابات الشائعة حول قبيلة بني كتب الإماراتية وهي كما يلي:
من أين أصل قبيلة بني كتب؟
يرجع أصلها إلى قبائل الأزد القحطانية من جنوب الجزيرة العربية.
أين تنتشر قبيلة بني كتب في الإمارات؟
تتركز في إمارات الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة.
ما أبرز صفات قبيلة بني كتب؟
الكرم، الفزعة، الشجاعة، والتمسك بالدين والعادات الأصيلة.
ما دور القبيلة قبل الاتحاد؟
ساهمت في حماية القوافل وتأمين الحدود الشرقية والتعاون في تأسيس الاتحاد.
خاتمة
إن قبيلة بني كتب في الإمارات ليست مجرد اسم في كتب التاريخ، بل قصة ممتدة من الأصالة والعطاء.
من وديان الفجيرة إلى سهول الظفرة، كانت القبيلة وما زالت جزءًا من هوية الإمارات وثقافتها.
أبناء بني كتب اليوم يواصلون ما بدأه الأجداد: الولاء للوطن، والدفاع عن الأرض، والإسهام في بناء مستقبل الدولة المزدهر.
قبيلة المزاريع في الإمارات | التاريخ والنسب ودورهم في نهضة الدولة
 
								


 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    
إرسال التعليق