قبيلة القواسم في الإمارات | النسب والتاريخ والإنجازات البحرية والسياسية
مقدمة عن قبيلة القواسم
تعتبر قبيلة القواسم في الإمارات من القبائل العربية العريقة التي صنعت تاريخًا مجيدًا في المنطقة، وبرزت في ميادين السياسة والبحر والتجارة.
عرف القواسم منذ القدم بقدرتهم على القيادة والإبحار والسيطرة على السواحل الخليجية، حتى أصبحت إمارتا رأس الخيمة والشارقة معقلاً لحكمهم ونفوذهم.
البحث عن تاريخ قبيلة القواسم يسلّط الضوء على قبيلة جمعت بين الأصالة العربية والريادة في الحكم، فأسهمت في تشكيل هوية الدولة الحديثة.
نسب قبيلة القواسم في الإمارات
تعود قبيلة القواسم في نسبها إلى الأزد القحطانيين، إحدى أقدم القبائل العربية التي نزحت من اليمن بعد انهيار سد مأرب، واستقرت في عُمان قبل أن تتجه شمالًا نحو سواحل الخليج العربي.
الجد الجامع للقبيلة هو قاسم بن محمد، الذي نسبت إليه القبيلة، والقواسم ينتمون إلى فرع من العرب القحطانيين المعروفين بالفروسية والقيادة.
وتوزّعوا في البداية بين عُمان والساحل الشمالي للإمارات، ثم أسسوا إماراتهم المستقلة.
أما نسب قبيلة القواسم في الإمارات فمتفق عليه بين المؤرخين، ويعد من أنقى الأنساب في الجزيرة العربية.
ديار وانتشار قبيلة القواسم في الإمارات
تركّز وجود قبيلة القواسم في المناطق الشمالية، وتحديدًا ما نذكره كما يلي:
- إمارة رأس الخيمة: العاصمة التاريخية للقبيلة ومركز حكمهم الرئيسي.
- إمارة الشارقة: التي أصبحت مركزًا تجاريًا وثقافيًا بإدارة حكام القواسم.
- كما امتدت فروع القبيلة إلى مناطق الساحل الشرقي مثل كلباء ودبا الحصن، بالإضافة إلى وجودهم في بعض أجزاء مسندم العُمانية.
القبيلة كانت تعتمد على البحر كمصدر رزق ودفاع، ما جعل قبيلة القواسم في الإمارات تعرف بـ “أسياد البحر” في زمانها.
القوة البحرية لقبيلة القواسم في الإمارات
يُعتبر الجانب البحري من أبرز ما ميّز قبيلة القواسم في الإمارات. فقد أسس القواسم أسطولًا بحريًا ضخمًا في القرن الثامن عشر، مكّنهم من السيطرة على طرق التجارة بين الهند والخليج العربي.
امتلكت القبيلة أكثر من 60 سفينة حربية مزودة بالمقاتلين والملاحين المهرة.
اشتهرت قوتهم البحرية لدرجة أن القوى الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، رأت فيهم خطرًا على مصالحها التجارية.
اندلعت بينهم وبين الأسطول البريطاني عدة معارك، أبرزها حملة 1819 التي انتهت بتوقيع معاهدة السلم العام 1820، والتي رسخت وجود القواسم كقوة شرعية في المنطقة.
لم تكن تلك الصراعات دليل ضعف، بل علامة على نفوذ قبيلة القواسم في الدولة وقدرتها على الدفاع عن أرضها واستقلالها.
مؤسس حكم القواسم في الإمارات
يعد الشيخ رحمة بن مطر القاسمي المؤسس الحقيقي لحكم القواسم في الساحل الشمالي للإمارات، واستطاع توحيد القبائل المتحالفة تحت راية القواسم.
في السياق، أسس مركز الحكم في رأس الخيمة، الذي أصبح لاحقًا مقرًا لأسرة القواسم الحاكمة، ومدّ نفوذه إلى الشارقة والخور ودبا، مؤسسًا لنظام سياسي متماسك اعتمد على القوة البحرية والتجارة.
وبفضله أصبحت قبيلة القواسم في الإمارات من أوائل القبائل التي أسست كيانًا سياسيًا منظمًا في المنطقة.
حكام قبيلة القواسم في الإمارات عبر التاريخ
استمر حكم القواسم لأكثر من ثلاثة قرون، وتولى الحكم عدد من الشخصيات البارزة مثل:
- الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الأول – الذي وسّع النفوذ القاسمي في الخليج.
- الشيخ خالد بن صقر القاسمي – قاد القبيلة خلال الصراعات مع الأسطول البريطاني.
- الشيخ صقر بن محمد القاسمي – أحد أبرز القادة الذين شاركوا في مرحلة ما قبل الاتحاد.
- الشيخ سعود بن صقر القاسمي – حاكم رأس الخيمة الحالي.
- الشيخ سلطان بن محمد القاسمي – حاكم إمارة الشارقة، أحد أبرز المثقفين العرب.
كل هؤلاء ينحدرون من قبيلة القواسم في الإمارات التي ما زالت تلعب دورًا قياديًا في الدولة الاتحادية.
دور قبيلة القواسم في بناء الإمارات الحديثة
ساهمت قبيلة القواسم في الإمارات في ترسيخ وحدة الدولة ومكانتها الحضارية من خلال ما نذكره كما يلي:
- دعم قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة عام 1971.
- المشاركة في صياغة سياسات التعليم والثقافة من خلال مبادرات حاكم الشارقة.
- تطوير رأس الخيمة كمركز اقتصادي وسياحي مزدهر.
- الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث البحري الإماراتي.
القواسم اليوم يمثلون جسرًا بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر، ووجودهم الفاعل يعكس استمرار إرثهم التاريخي.
عادات وتقاليد قبيلة القواسم في الإمارات
- الكرم العربي الأصيل: مجالس القواسم في رأس الخيمة والشارقة تشتهر بالضيافة.
- البحر والغوص على اللؤلؤ: جزء من هوية القبيلة الاقتصادية القديمة.
- التمسك بالعلم والثقافة: دعم التعليم منذ عقود طويلة.
- الولاء للوطن: من سمات القبيلة البارزة عبر الأجيال.
ولا تزال قبيلة القواسم في الإمارات تحافظ على هذه القيم، ما يجعلها رمزًا للتراث الإماراتي الأصيل.
أسئلة شائعة حول قبيلة القواسم
نضيف بعض الأسئلة والأجوبة حول قبيلة القواسم وهي كما يلي:
من أين أصل قبيلة القواسم في الإمارات؟
أصلها من الأزد القحطانيين الذين هاجروا من اليمن إلى عُمان، ثم استقروا في الإمارات الشمالية.
أين تقع ديار قبيلة القواسم في الإمارات؟
تتمركز ديارهم في رأس الخيمة والشارقة مع امتداد تاريخي على الساحل الشرقي.
من هو مؤسس حكم القواسم؟
الشيخ رحمة بن مطر القاسمي هو المؤسس الأول للحكم القاسمي في القرن السابع عشر.
ما أهم إنجازات قبيلة القواسم؟
بناء قوة بحرية كبرى، مواجهة الاستعمار البريطاني، والمساهمة في قيام اتحاد الإمارات الحديثة.
قد يهمك:
خاتمة
إن قبيلة القواسم في الإمارات تمثل نموذجًا فريدًا للقبيلة التي جمعت بين الشجاعة والإدارة والحكمة.
من البحر إلى المجالس الحاكمة، ومن المعارك إلى البناء الحضاري، ظل القواسم جزءًا لا يتجزأ من هوية الإمارات وتاريخها.
إن دراسة تاريخ قبيلة القواسم ليست مجرد بحث في الماضي، بل فهم لجذور القوة والوحدة التي صاغت حاضر الدولة ومستقبلها.
قد يهمك: أصل قبيلة بني ياس في الإمارات | النسب والتاريخ وأشهر شخصياتها
 
								


 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    
إرسال التعليق