قبيلة النباهنة في عمان | نسب القبيلة ودورها ببناء عمان القديمة
مقدمة عن قبيلة النباهنة في عمان
تعتبر قبيلة النباهنة في عمان من أقدم وأشهر القبائل العمانية التي لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ البلاد السياسي والاجتماعي والثقافي.
عرفت هذه القبيلة بالحكمة والقيادة، وكانت من أبرز القوى التي حكمت عمان خلال العصور الوسطى، إذ أسست دولة النباهنة التي استمرت لقرون طويلة قبل قيام الدولة البوسعيدية.
يمثل تاريخ النباهنة مرحلة مهمة من مراحل تطور الكيان العماني، حيث امتزجت فيها القوة القبلية بالحكم السياسي والعطاء الثقافي.
ولا تزال قبيلة النباهنة تحتفظ بمكانة رفيعة في المجتمع العماني حتى اليوم، لما لها من إرث عميق وجذور تمتد في كل ولايات السلطنة تقريبًا.
أصل ونسب قبيلة النباهنة في عمان
ينحدر النباهنة من قبائل الأزد القحطانية، التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مأرب واستقرت في عمان منذ آلاف السنين.
ويرجع النسابون نسب القبيلة إلى نباهن بن عمر بن نبهان، الذي يُعد الجد الأكبر الذي تنتسب إليه بطون النباهنة.
وقد ارتبط النباهنة ارتباطًا وثيقًا بقبائل الأزد الأخرى مثل آل بوسعيد والهناوية والغافريين، ما جعلهم جزءًا أساسيًا من النسيج التاريخي والسياسي لعمان.
وتعرف القبيلة كذلك بتمسكها القوي بأصولها العربية القديمة وباعتزازها الكبير بموروثها الأزدِيّ الذي امتاز بالشجاعة والكرم وحب العلم.
دولة النباهنة في عمان
حكم النباهنة عمان لأكثر من خمسة قرون (من القرن 12 حتى القرن 17 ميلادي)، وهي من أطول الفترات التي شهدت فيها البلاد حكم أسرة واحدة قبل العصر الحديث.
كانت عاصمتهم في نزوى، المدينة التاريخية التي كانت مركزًا دينيًا وثقافيًا وسياسيًا في عمان.
أبرز مراحل حكم النباهنة
هنا نذكر مراحل حكم قبيلة النباهنة في عمان وهي كما يلي:
المرحلة الأولى (1154م – 1500م)
شهدت هذه الفترة تأسيس حكم النباهنة وتوطيد نفوذهم في المناطق الداخلية لعمان، خاصة في نزوى وبهلا والرستاق.
المرحلة الثانية (1500م – 1624م)
شهدت ظهور الصراعات الداخلية وتدخل القوى الخارجية مثل البرتغاليين، وهو ما أدى إلى تراجع نفوذ الدولة تمهيدًا لقيام الدولة البوسعيدية لاحقًا.
كانت دولة النباهنة معروفة بسياسة الحكم العادل وتشجيع التعليم والفقه، كما اهتمت بالتجارة والزراعة ونشر الأمن في المناطق القبلية.
أبرز حكام قبيلة النباهنة في عمان
من بين حكام النباهنة الذين برزوا في تاريخ عمان من نذكرهم كما يلي:
- الملك فلاح بن محسن النبهاني: من أشهر حكام النباهنة، عرف بالشجاعة والإدارة الحكيمة.
- الملك سليمان بن مظفر النبهاني: الذي وحّد القبائل الداخلية وأعاد الاستقرار إلى عمان في مرحلة مضطربة.
- الملك عمر بن نبهان: أحد المؤسسين الأوائل لحكم النباهنة في نزوى.
وقد تميزت الدولة النبهانية بأن حكامها جمعوا بين القوة السياسية والدعم القبلي والديني، مما جعلهم يتمتعون بشرعية قوية في المجتمع العماني آنذاك.
مناطق انتشار قبيلة النباهنة في عمان
تنتشر قبيلة النباهنة في مناطق متعددة من السلطنة، ومن أبرزها ما نذكرها كما يلي:
- بهلا: تعد المركز التاريخي للنباهنة وفيها بُني قلعة بهلا الشهيرة التي كانت مقر حكمهم.
- نزوى: العاصمة الدينية والتاريخية لعمان، ومنها انطلق نفوذ النباهنة.
- إزكي والرستاق وعبري: وهي مناطق شهدت وجودًا قويًا للقبيلة في فترات مختلفة.
كما توجد فروع من النباهنة في مناطق الساحل العماني، وفي بعض الدول المجاورة كالإمارات والسعودية.
قد يهمك: قراءة في دولة بني نبهان في عمان
العلاقات القبلية والسياسية للنباهنة
أقامت قبيلة النباهنة في عمان علاقات وتحالفات مع عدد من القبائل القوية في فترات حكمها، مثل:
- قبيلة بني ريام.
- قبيلة الهناوية.
- قبيلة الغافريين.
هذه التحالفات ساعدت في ترسيخ نفوذهم، إلا أن بعض الخلافات مع قبائل أخرى كانت سببًا في ضعف الدولة لاحقًا.
كما كان لهم تعاملات دبلوماسية مع التجار من الهند وفارس والبرتغال في فترات ازدهار التجارة العمانية.
العادات والتقاليد في قبيلة النباهنة
تحافظ قبيلة النباهنة العمانية على مجموعة من القيم والعادات التي تميزها منذ القدم، ومنها:
- الكرم العربي الأصيل في المناسبات العامة والخاصة.
- الاهتمام بالعلم والفقه، حيث برز منهم عدد من العلماء الذين ساهموا في تطوير الفقه الإباضي.
- الشجاعة والفروسية التي عُرفت بها القبيلة في الدفاع عن أراضيها.
- الحفاظ على الروابط القبلية والعائلية، إذ لا تزال المجالس النبهانية قائمة في ولايات عدة إلى اليوم.
شخصيات بارزة من قبيلة النباهنة في عمان
من أبرز الشخصيات التاريخية والمعاصرة من قبيلة النباهنة من نذكرهم كما يلي:
- الشيخ فلاح بن محسن النبهاني – حاكم وموحد المناطق الداخلية.
- الشيخ عبدالله بن حميد النبهاني – عالم دين وفقيه إباضي.
- عدد من المثقفين والدبلوماسيين والضباط في الدولة العمانية الحديثة الذين ينتمون إلى القبيلة.
لقد حافظ أبناء القبيلة على مكانتهم القيادية من خلال مشاركتهم الفعالة في مجالات التعليم والإدارة والاقتصاد.
الإرث الثقافي والحضاري للنباهنة
يعد الإرث الثقافي الذي تركته قبيلة النباهنة في عمان من أغنى ما أنتجته القبائل العمانية.
فقد ازدهرت في عهدهم العمارة الإسلامية وبُنيت القلاع والحصون التي لا تزال قائمة حتى اليوم، مثل قلعة بهلا المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
كما تطور في عهدهم الشعر العماني والنثر الأدبي، وبرزت المدارس الدينية التي خرّجت علماءً ساهموا في نشر العلم داخل عمان وخارجها.
قبيلة النباهنة في العصر الحديث
اليوم، لا تزال قبيلة النباهنة في عمان تحظى بمكانة اجتماعية مرموقة.
يشغل العديد من أبنائها مناصب حكومية وأكاديمية وإدارية، كما يساهمون في الحفاظ على التراث الوطني.
وتعد القبيلة مثالًا على التوازن بين الأصالة التاريخية والانخراط في الدولة الحديثة التي أرساها السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله.
 
								


 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    
إرسال التعليق