قبيلة الرشايدة في الكويت | من عمق الجزيرة إلى روح الوطن
مقدمة عن قبيلة الرشايدة بالكويت
تعد قبيلة الرشايدة في الكويت من القبائل العربية العريقة التي جمعت بين الأصالة والكرم والشجاعة.
نشأت من جذور عربية صلبة تمتد إلى جزيرة العرب، لتصبح اليوم إحدى الركائز الاجتماعية المهمة في المجتمع الكويتي.
اشتهر الرشايدة بالولاء والوفاء، واحتلوا مكانة مرموقة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، محافظين على موروثهم القبلي وقيمهم العربية الأصيلة.
أصل ونسب قبيلة الرشايدة
ينحدر نسب قبيلة الرشايدة من عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وهم بذلك من القبائل العدنانية القيسية التي سكنت وسط الجزيرة العربية منذ قرون طويلة.
وتعد قبيلة الرشايدة امتدادًا لقبيلة عبس الشهيرة التي ينتمي إليها الفارس العربي عنترة بن شداد العبسي، أحد رموز الشجاعة والفروسية في التاريخ العربي.
كانت الرشايدة تعرف في القرون الماضية باسم العبس الرشايدة، وقد حافظوا على نقاء نسبهم وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
ومع مرور الزمن، أصبح اسم “الرشايدة” علَمًا على هذه القبيلة التي حافظت على هويتها رغم التحولات الجغرافية والسياسية في المنطقة.
هجرة الرشايدة إلى الكويت
بدأت هجرة الرشايدة إلى الكويت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قادمين من مناطق نجد والحجاز بعد التحولات الاقتصادية والسياسية التي شهدتها شبه الجزيرة.
واستقروا في المناطق الشمالية والوسطى من الكويت، خصوصًا في منطقة الجهراء وما حولها، ثم انتشروا في مناطق أخرى مع توسع الدولة الحديثة.
جاءت هذه الهجرة بدوافع متعددة، منها التجارة والرعي، ومنها البحث عن الأمن والاستقرار.
ومع مرور الزمن، أصبح أبناء قبيلة الرشايدة في الكويت جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، يحتفظون بعاداتهم القبلية، وينخرطون في مختلف مجالات الحياة الوطنية.
استقرار الرشايدة ودورهم في المجتمع الكويتي
منذ استقرارهم في الكويت، عرف الرشايدة بالعمل الجاد والاعتماد على الذات، فبرزوا في مجالات التجارة، والبحر، والرعي، والزراعة، والحرف اليدوية.
ومع قيام دولة الكويت الحديثة، كان لأبناء القبيلة دور بارز في الدفاع عن الوطن والمشاركة في التنمية.
شارك عدد من أبناء قبيلة الرشايدة في الكويت في مراحل تأسيس الدولة، وأسهموا في الحياة السياسية والاجتماعية، وشغلوا مناصب مرموقة في الحكومة والقطاع الخاص.
كما أن القبيلة أنجبت شخصيات وطنية مؤثرة كان لها حضور في البرلمان والوزارات والإعلام.
فروع وأفخاذ قبيلة الرشايدة في الكويت
تنقسم قبيلة الرشايدة إلى عدد من الأفخاذ والبطون التي ترتبط بروابط دم قوية، ومن أبرزها:
- آل الزنّقري.
- آل صويلح.
- آل مضحي.
- آل شقير.
- آل هليل.
- آل مريبد.
- آل جلوي.
- آل شايع.
تجتمع هذه الفروع تحت راية واحدة، وتتميز بالتماسك الاجتماعي القوي، والعلاقات الممتدة مع القبائل الكويتية الأخرى، مما عزّز من حضور القبيلة في الحياة الوطنية والاجتماعية.
أبرز الشخصيات من قبيلة الرشايدة في الكويت
قدّمت قبيلة الرشايدة في الكويت شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، من السياسة إلى الأدب والإعلام والعمل الخيري.
ومن الأسماء المعروفة:
- مسلم البراك: نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي، وأحد الشخصيات السياسية المؤثرة.
- محمد هايف المطيري (من حلفائهم): برلماني بارز، شارك في قضايا وطنية واجتماعية مهمة.
- الشاعر بدر الرشيدي: من الأصوات الشعرية التي حفظت التراث الشفهي للقبيلة.
- الشيخ فلاح الرشيدي: من وجهاء القبيلة وأصحاب المواقف الوطنية والاجتماعية البارزة.
هذه الشخصيات تعبّر عن امتداد القبيلة بين الأصالة والحداثة، وعن الدور الفعّال الذي تلعبه في بناء المجتمع الكويتي.
عادات وتقاليد الرشايدة بالكويت
تعرف قبيلة الرشايدة بتمسكها بالعادات العربية الأصيلة التي توارثتها جيلًا بعد جيل، ومن أبرز هذه القيم:
- الكرم والضيافة: يُعد بيت الرشيدي مفتوحًا للضيوف في كل وقت.
- الوفاء والولاء: يحافظ أبناء القبيلة على روابطهم القوية مع بعضهم ومع الوطن.
- الشجاعة: يفتخرون بأصلهم العبسي وببطولات أجدادهم.
- النخوة والمروءة: من القيم التي يُربى عليها أبناؤهم منذ الصغر.
- التمسك بالهوية: رغم انفتاحهم على التعليم والحياة المدنية، ما زالوا يحتفظون بزيهم ولهجتهم وتقاليدهم.
كما تحتفظ القبيلة بفنونها الشعبية الخاصة مثل العرضة والسامر، التي تحيي فيهم روح الفخر والانتماء.
الرشايدة في الخليج العربي
لم يقتصر وجود قبيلة الرشايدة على الكويت فحسب، بل يمتد عبر الخليج والجزيرة العربية، فلهم تواجد واسع في السعودية والسودان وليبيا والإمارات وقطر.
وفي كل دولة، حافظوا على وحدتهم وتماسكهم، وبرزوا كرموز للعروبة الأصيلة.
في السعودية، يسكن الرشايدة في القصيم وحائل والمدينة المنورة، بينما في السودان يُعرفون باسم الرشايدة أو البجة الرشايدة، وقد حافظوا على لهجتهم ولهيبتهم العربية رغم الغربة.
هذا الانتشار الجغرافي جعلهم من أكثر القبائل العربية تواصلاً وامتدادًا في العالم العربي.
قبيلة الرشايدة بالكويت في التاريخ والأدب
لعبت قبيلة الرشايدة دورًا ثقافيًا وتاريخيًا بارزًا في نقل التراث العربي الأصيل، ومن خلال نسبها العبسي، تمتد جذورها إلى قصص الفروسية والشعر العربي الجاهلي.
ولعلّ أشهر رموزها الأدبية القديمة عنترة بن شداد العبسي، الذي يجسد القيم التي ما زالت القبيلة تحافظ عليها حتى اليوم.
كما برز في العصر الحديث شعراء وأدباء من القبيلة في الكويت ساهموا في إحياء التراث الشعبي وتوثيق تاريخ القبائل من خلال القصائد والمحاورات الشعرية.
الحياة الحديثة لأبناء الرشايدة في الكويت
في الوقت الحاضر، يعيش أبناء قبيلة الرشايدة في الكويت حالة من التوازن بين الأصالة والتجديد.
فقد انتقلوا من حياة البادية والرعي إلى مجالات التعليم والإدارة والأعمال الحرة، وأصبحوا جزءًا فاعلًا في النهضة الكويتية الحديثة.
يدرس أبناؤهم في الجامعات، ويتولّى بعضهم مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة.
كما تشارك القبيلة في العمل التطوعي والخيري، وتحرص على دعم المبادرات الوطنية والاجتماعية، مما يعكس وعيها بدور المواطن المسؤول.
الأسئلة الشائعة حول قبيلة الرشايدة في الكويت
أخيرا نذكر لكم بعض الإجابات عن قبيلة الرشايدة الكويتية وهي كما يلي:
ما هو أصل قبيلة الرشايدة؟
قبيلة الرشايدة تعود إلى قبيلة عبس العدنانية القيسية من غطفان، وهي من أعرق القبائل العربية في الجزيرة.
متى استقرت الرشايدة في الكويت؟
بدأ استقرارهم في الكويت خلال القرن التاسع عشر، خاصة في مناطق الجهراء والعيون والمناطق الشمالية.
هل للرشايدة فروع خارج الكويت؟
نعم، تنتشر فروعهم في السعودية والسودان وليبيا والإمارات وقطر.
ما أهم صفات قبيلة الرشايدة؟
الكرم، الشجاعة، الوفاء، التمسك بالهوية العربية، والانتماء للوطن.
كم عدد الرشايدة في الكويت؟
يصل عدد عائلة الرشايدة في الكويت إلى حوالي 90 ألف نسمة، راجع أعداد القبائل بالكويت.
من أبرز شخصيات الرشايدة في الكويت؟
منهم مسلم البراك، والشيخ فلاح الرشيدي، والشاعر بدر الرشيدي وغيرهم من الشخصيات العامة.
خاتمة عن الرشايدة بالكويت
تمثل قبيلة الرشايدة في الكويت نموذجًا متكاملًا للقبيلة العربية التي جمعت بين الأصالة والحداثة.
من عمق الجزيرة العربية خرجت، وبعطائها استقرت، وبوفائها ساهمت في بناء وطنٍ يعتز بكل أبنائه.
هي قبيلة تحمل على جبينها تاريخ عبس وفروسية عنترة، وفي حاضرها إرادة الكويت ومجدها.
وبين الماضي والحاضر، يظل الرشايدة عنوانًا للفخر، والكرم، والعزة العربية المتجذرة في أرض الخليج.
 
								


 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    
إرسال التعليق