قبيلة المرر في الإمارات | الجذور العريقة ودورها في التاريخ الإماراتي الحديث
مقدمة عن قبيلة المرر
عندما نتحدث عن القبائل التي ساهمت في بناء الإمارات، فإن قبيلة المرر في الإمارات تأتي في مقدمة الأسماء التي حافظت على أصالتها ووجودها عبر القرون.
تاريخها ليس مجرد حكاية عن نسب أو مكان، بل قصة عن رجال ونساء تركوا بصمتهم في الأرض، في البحر، وفي ذاكرة الوطن.
عرفت قبيلة المرر في الإمارات بشجاعتها وكرمها وإخلاصها لقيادتها، وكان لها حضور بارز في الأحداث المفصلية التي شكلت هوية الإمارات منذ القدم وحتى قيام الاتحاد عام 1971.
أصل ونسب قبيلة المرر
ينتمي أبناء قبيلة المرر في الإمارات إلى الأزد القحطانيين، أحد أعرق الشعوب العربية التي خرجت من جنوب الجزيرة العربية لتستقر على سواحل الخليج العربي.
ويروى أن الجد المؤسس للقبيلة هو “مرر بن سعيد”، الذي كان من كبار قادة قومه، عُرف بالحكمة والعقل الراجح، فحمل نسله اسمه ليصبح “المرر”.
ورغم أن التاريخ لم يحتفظ بتفاصيل دقيقة عن بدايات القبيلة، إلا أن الروايات الشفوية تشير إلى أن أصولها تمتد إلى فترات ما قبل الإسلام، حيث كان أفرادها معروفين بالتجارة البحرية والتنقل بين عمان والإمارات والساحل الغربي من الخليج.
موطن وانتشار قبيلة المرر
تعد إمارة أبوظبي المركز التاريخي والأكبر لوجود قبيلة المرر في الإمارات، خصوصًا في منطقة الظفرة والعين، حيث ما زالت بعض الأسر المعروفة تنتمي إليها حتى اليوم.
كما سكنت عائلات من المرر مناطق في الشارقة ودبي والعجمان نتيجة لموجات التنقل التجاري والبحري التي كانت سائدة في الخليج العربي.
وفي المقابل، يوجد تفرع آخر للقبيلة في سلطنة عمان وقطر، ما يجعلها من القبائل ذات الامتداد الخليجي الواسع.
هذا الانتشار لم يكن عشوائيًا، بل نابع من قدرة القبيلة على التأقلم مع البيئات المختلفة، سواء في الصحراء أو على السواحل.
مساهمة قبيلة المرر في التاريخ الإماراتي
منذ القدم، لعبت قبيلة المرر في الإمارات دورًا واضحًا في حماية مناطق الساحل وتأمين طرق القوافل التجارية.
كان رجالها من أوائل من اشتهروا بالمهارة في ركوب البحر والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت العمود الفقري للاقتصاد قبل اكتشاف النفط.
وخلال فترات الصراع بين القبائل في القرون الماضية، كانت قبيلة المرر من القوى التي سعت إلى الوساطة والإصلاح، مما جعلها تحظى بمكانة احترام وثقة بين القبائل الأخرى.
كما كان لأفرادها حضور فعّال في فترة بناء الاتحاد، حيث وقفوا إلى جانب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مرحلة التأسيس، ودعموا جهود الوحدة بروح وطنية صادقة.
شيوخ وأعلام قبيلة المرر
لا يمكن الحديث عن قبيلة المرر في الإمارات دون ذكر بعض الأسماء التي لعبت أدوارًا مؤثرة في المجتمع:
- الشيخ سعيد بن مرر المرر: أحد الشخصيات التي عُرف عنها الحكمة وحلّ النزاعات بين القبائل في منطقة الظفرة.
- الشيخ خليفة بن سعيد المرر: تولّى مهام قيادية محلية، وكان له دور بارز في تطوير العلاقات القبلية والاجتماعية.
- إلى جانب مجموعة من أبناء القبيلة الذين شغلوا مناصب حكومية وعسكرية بارزة في الإمارات الحديثة.
اللافت في أبناء المرر هو محافظتهم على التوازن بين الأصالة والحداثة، حيث يحملون روح القبيلة في قلوبهم، ويعملون بروح الاتحاد في مؤسسات الدولة.
قيم وعادات قبيلة المرر
تتميز قبيلة المرر في الإمارات بتمسكها بالقيم العربية الأصيلة، والتي تمثل جزءًا من الموروث الثقافي للدولة.
ومن أبرز ما يشتهر به أبناء القبيلة:
- الكرم العربي الأصيل: فالضيافة عندهم ليست عادة بل واجب، ويُقال إن “بيوت المرر لا تُغلق أمام الضيوف”.
- الفروسية والشجاعة: شارك رجال القبيلة في حماية القوافل والمناطق الصحراوية منذ القدم.
- الحكمة في إدارة المجالس: حيث يلعب وجهاؤها دورًا بارزًا في الصلح والإصلاح الاجتماعي.
- التمسك بالدين والقيم: وتظهر هذه السمة في دعمهم لبناء المساجد والمبادرات الخيرية.
هذه الصفات مجتمعة جعلت من قبيلة المرر في الإمارات نموذجًا للقبيلة التي تجمع بين الأصالة والحداثة دون أن تفقد هويتها.
العلاقات مع القبائل الأخرى
من السمات البارزة في تاريخ قبيلة المرر في الإمارات علاقاتها الوثيقة مع القبائل الكبرى الأخرى مثل بني ياس والمناصير والظواهر، وقامت هذه العلاقات على الاحترام المتبادل، والمصاهرة، والتعاون في الأزمات.
وكانت القبيلة جزءًا من التحالفات التاريخية التي ساهمت في ترسيخ الأمن والاستقرار في إمارات الساحل، خصوصًا في فترات ما قبل الاتحاد.
قبيلة المرر ودعم الاتحاد
عندما بدأ الشيخ زايد مشروع الاتحاد، كانت قبيلة المرر في الإمارات من أولى القبائل التي أعلنت تأييدها المطلق له.
ساهم رجالها في المجالات الأمنية والإدارية، وشاركوا في الجهود الوطنية لتأسيس البنية التحتية وبناء المؤسسات.
هذا الولاء العميق جعل القبيلة تحافظ على مكانتها كأحد المكونات الوطنية المخلصة للدولة، ومثال على الانتماء المتجذر في الأرض والقيادة.
الحضور الحديث لقبيلة المرر
اليوم، لا يزال أبناء قبيلة المرر في الإمارات يواصلون دورهم في مسيرة التنمية، سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة.
تراهم في ميادين العمل، في القوات المسلحة، وفي مؤسسات التعليم والبيئة والإدارة.
كما تواصل القبيلة تنظيم لقاءات سنوية ومجالس تجمع أبناءها لتعزيز صلة الرحم وتوثيق الروابط، مما يجعلها واحدة من أكثر القبائل محافظة على تقاليدها الاجتماعية.
أسئلة شائعة عن قبيلة المرر
في هذه الفقرة، نضيف بعض الأسئلة والأجوبة المهمة حول قبيلة المرر الإماراتية وهي كما يلي:
من أين أصل قبيلة المرر؟
من الأزد القحطانية، التي تعود جذورها إلى جنوب الجزيرة العربية.
أين تتركز القبيلة في الإمارات؟
في أبوظبي والظفرة والعين، مع وجود عائلات في الشارقة ودبي.
ما الذي يميز أبناء قبيلة المرر؟
الكرم، الشجاعة، الولاء للوطن، والانفتاح على التطور مع الحفاظ على القيم الأصيلة.
خاتمة
إن قبيلة المرر في الإمارات ليست مجرد اسم في سجل القبائل، بل فصل أصيل من تاريخ الوطن.
من جذور عربية قحطانية ضاربة في القدم، إلى حاضر يزدهر بالعلم والعمل، ظلت القبيلة رمزًا للوفاء والانتماء.
وفي ظل الرؤية القيادية لدولة الإمارات، تواصل القبيلة حضورها كجزء من نسيج الهوية الوطنية، لتبقى قبيلة المرر في الإمارات شاهدًا على عراقة الماضي وازدهار الحاضر.
أصل قبيلة بني ياس في الإمارات | النسب والتاريخ وأشهر شخصياتها
 
								


 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    
إرسال التعليق